تاريخ يافع
يافع ، هي إحدى المديريات التي تقع في محافظة لحج في الجمهورية اليمنية. بلغ عدد سكانها 75014 نسمة عام وتبلغ مساحتها (295) كم² وهي عبارة عن سلسلة جبلية متداخلة أعلاها جبل ثمر ، والعُر ، وحبه ، وجبل اليزيدي ، والجبل للعلي، وتتخللها كثير من الوديان و(السيل) أشهرها وادي ذي ناخب، وادي حطيب، وادي أيهر، وادي بناء. ومن أهم مراكز يافع السكنية والتجارية مركز لبعوس، مركز رصد، مركز جعار، وأكبر قراها: بني بكر.
ومن أهم منتوجاتها زراعة البن، والقطن في المناطق الساحلية، واللذان يشكلان مردودا اقتصاديا محدودا للأهالي إضافة الى بعض الفواكه والخضروات والحبوب التي لاتفي بالاستهلاك في يافع.
تاريخ يافع
يعتبر أول ذكر لأراضي يافع هو الذي جاء في نقش النصر (res. 3945) ، الذي سجله (كرب أيل وتر بن ذمار علي مكرب سبأ)، في القرن السابع قبل الميلاد، حيث كان يطلق عليها أسم (د هـ س م )، وقد كانت في باديء أمرها أراضي تابعة للدولة الأوسانية، تلك الدولة التي ذكر المكرب السبيء كرب أيل وتر في نقش النصر أنه قضى عليها ، ودمر مدنها وقراها، و (د هـ س م) أراضي يافع هي إحدى الأراضي التي دمر مدنها وقراها ذلك المكرب.
انتقلت عقب ذلك إلى الدولة القتبانيه التي ورثت تركة الدولة الأوسانية، وقد ظلت كذلك حتى القرون الميلادية الأولى ، عندما بدأت تظهر فيها مقولات (بنو معاهر ، وذي خولان) ، تلك المقولات التي كانت تظهر أحياناً مستقلة وخاصة إثر أفول الدولة القتبانية ، واحياناً أخرى تشكل ما يشبه المملكة الصغيرة، وهي التي كانت تضم إلى جـانب أراضي يافع أراضي البيضاء ورداع وكانت تسمى بأذوائة (بنو معاهر، وذي خولان، وردمان).
وقفت يافع إلى جانب الحضارمة ضد الدولة السبئية التي كانت ومنذ القرن السابع قبل الميلاد مثل العدو التقليدي لهم ، وقد واصلت تلك الأذوائه ذلك النهج الذي خطته الدولة القتبانية في نفس العداء للسبئيين فتقف في فترات لاحقه إلى جانب الحميريين ضد الدولة السبئية، وبعد ان قويت شوكة الريدانيين (الحميريين) ، وبعد أن تخلصوا من سبأ، نجد تلك الاذوائة وقادتها هم أركان حرب الدولة الحميرية الذين استطاعوا إخضاع مملكة حضرموت ومناطق المشرق.
يافع في الإسلام
قبيلة يافع من أهم القبائل اليمنية التي هبت لنداء الاسلام وكان رجالها في طليعة الجيوش الإسلامية الفاتحة للشام ومصر، ومن أشهرهم سراج بن شهاب اليافعي الرعيني وحسان بن زياد ،وفي ظل الدولة الاسلامية الموحدة قسمت اليمن إلى ثلاثة اقسام إدارية (مخاليف) وكانت يافع تنتمي إلى أكبر تلك المخاليف وهو مخلاف الجند الذي يضم تهامة وعدن وأبين أيضاً.
وفي الفترة التي ضعفت فيها دولة الخلافة الاسلامية وشهد فيها اليمن ظهور عدد من الدول المستقلة لعبت يافع دوراً سياسياً مهماً في معظم تلك الدول ومنها دولة علي بن الفضل الاسماعيلية والدولة الرسولية والدولة الطاهرية. وبحكم طبيعة منطقة يافع الجبلية من جهة وشحة مواردها من جهة أخرى فقد قاومت الدول الكبيرة التي حاولت ان تسيطرعليها وتجمع الضرائب منها ، فلم يستطع العثمانيون اخضاعها رغم امكانتهم الكبيرة فبعد اربع سنوات من القتال أجبر العثمانيون على مغادرة حصن الخلقة في الحد الذي حاولوا منه بسط سلطتهم على المنطقة.
وفي فترة الدولة القاسمية التي خلفت العكم العثماني في اليمن تمكنت من مد سيطرتها على المنطقة ولكن لفترة زمنية محدودة حيث القبائل والدولة في عدة مواجهات شرسة داخل المنطقة وخارجها اسفرت عن تراجع سلطة الدولة من يافع والمناطق المجاورة لها.
المعالم الأثرية
مدينة بني بكر: وهي حاضرة مركز الحد، وتقع في الطرف الشمالي من أراضي يافع والى الجنوب من البيضاء ، وغرب مدينة مكيراس ، تتخلله الأودية الصغيرة التي يزرع فيها القات والـذرة والفاكهة ، وهي مدينة جميلة تتناثر منازلها هنا وهناك ، وفى منتصفها تقع المستشفيات الكبيرة التي تأمها معظم القبائل المجاورة للمدينة ، ومعظم مباني المدينة مبنية بالأحجار وبالنمط اليافعي المشهور. ويتمثل بناء المنازل في يافع في عدة أدوار تصل أحياناً إلى ستة وسبعة أدوار ، والمنزل المكـــون من أكثر من ثلاثة أدوار يطلق عليه اسم (حصن) وليس منزل أو بيت.
مدينة خيله: وتقع أيضاً في مركز الحد ، وتعتبر مدينة مقدسة حُرم فيها القتال وأصبحت أرض يحترمها رجال القبائل في يافع وغير يافع ، ولا يمكن لأحد أن يصوب بندقيته أو يشهر خنجره فيها ، والمعروف أن كل من يلجأ إليها يكون آمناً على حياته لا يمكن لأحد أن يعتدي عليه مادام فيها .
مدينة قنداس: وهي عاصمة وادي يهر ، وتقع في وادي يهر الذي يعتبر من أجمل وديان اليمن حيث تكسوه الخضرة ، إضافة إلى طريقة ترتيب بناء القرى بأسلوب مميز يذكرنا بوادي حضرموت.
مدينة المحجة: وتقع في منطقة الموسطة، كانت قبل الاستقلال عاصمة لسلطنة يافع العليا ، ويوجد فيها قصر السلطان.
هديم قطنان
تقع خربة هديم قطنان على بعد 20 كيلومتراً إلى شمال شرقي من مدينة بني بكر، وتقع علي جبلين صغيرين يحيط بهما أراضي زراعية مخصبه شاسعة ، وقد أقيمت على الجبلين مباني المدينة إلا أن أحد الجبلين أقيم عليه بناء ضخم ورائع مازالت جدرانه قائمة بارتفاع 2.70 متر وقد كشف النقش الذي عُثر عليه في هذا المبنى ، أن هذا المبنى هو معبد للإله القتباني (عم) ويعود تاريخه إلى ما قبل الميلاد . وإلى جانب بعض النقوش وهي محفوظة الآن في مخزن الآثار في مدينة بني بكر.
جبل كساد: يقع جبل كساد إلى الشرق من جبل ثمر ، وهو أيضاً جبل مقدس كسابقه حيث عُثر في قمته على بقايا مبنى يعود إلى ما قبل الإسلام وهذا المبنى هو معبد قديم كان مكرساً للإله (عثتر) الإله الشعبي معبود كل اليمنيين القدماء . وقد حمل المعبد اسم الجبل (ع ر/ك س د م) ، أي معبد جبل كساد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.